ما دور الأديان في ظهور الحضارات؟

مجتمع

ما دور الأديان في ظهور الحضارات؟
صورة أرشيفية
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/lm3z

يتجادل المؤرخون وعلماء الأنثروبولوجيا منذ وقت بعيد حول قدرة البشر العجيبة على الاتحاد، وتشكيل مجموعات كبيرة لا تربط أفرادها علاقات قرابة.

وقال عالم الرياضيات الروسي الأمريكي، بيوتر تورتشين، من جامعة كونيتيكت الأمريكية، إن الزراعة والحروب والأديان عوامل كان من الممكن أن تلعب دورا لا يستغنى عنه في تشكيل التجمعات البشرية.

وأولى علماء الأنثروبولوجيا في الآونة الأخيرة أهمية كبيرة للدور الذي لعبه الدين في تطور البشرية. ويرى الكثير من العلماء اليوم أن الإنسان ميال بيولوجيا إلى الدين، إذ ساعدت الديانات دوما المجتمعات البشرية في التلاحم.

ودفعت وجهة النظر هذه ببعض المؤرخين وعلماء الأنثروبولوجيا إلى الاعتقاد بأن ظهور الأديان، وحتى التصورات البسيطة عن ظواهر وقوى خارقة قاهرة، تسببت في ظهور الدول والحضارات.

ويعتقد هؤلاء العلماء أن الإيمان بالقوى الخارقة التي يمكن أن تحاسب الإنسان، ساعد في الحفاظ على النظام وعزز الصلات بين أعضاء المجموعات.

فيما دلت المعلومات التاريخية والأنثروبولوجية على أن الأديان والقواعد والأصول الأخلاقية المرتبطة بها، ظهرت منذ 13-15 ألف عام. وفي الوقت نفسه، بدأ البشر يتقنون الزراعة ويعيشون داخل جماعات كبيرة من أفراد لا تجمعهم علاقات عائلية.

وبدأ بيوتر تورتشين، وزملاؤه من علماء التاريخ والأنثروبولوجيا، منذ 10 أعوام، في جمع المعلومات عن مدى تغير التركيب الديني والاجتماعي والدولي لـ 400 جيب حضاري على الأرض، على مدى 10 آلاف سنة مضت.

واتضح أن المجتمعات المتطورة كانت تظهر في كل تلك الجيوب الحضارية قبل ظهور الآلهة بـ 200-500 عام.

وعلى سبيل المثال، فإن الآلهة ذات الأخلاق والصفات المعنوية العالية ظهرت في مصر القديمة في عهد السلالة الثانية للفراعة فقط، أي بعد مئات الأعوام من نشأة الممالك الأولى في وادي النيل، شأنها شأن الآلهة الرومانية.

وقال تورتشين إن "المعطيات العلمية تشهد أن الإيمان بالآلهة لم يكن عاملا وحيدا وحاسما في ظهور الحضارات ونموها. ويبدو أن ولادة الحضارات ترتبط بظهور وعي الذات الجماعي والطقوس التي تدعمه".

المصدر: نوفوستي

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا