"فوجي" ليس مجرد جبل

العلوم والتكنولوجيا

انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/xc2x

إحدى ثورات بركان فوجي الأشد عنفا حدثت في 11 أبريل عام 800، إلا أن فوجي الواقع في جزيرة هونشو بالنسبة لليابانيين أكثر من جبل بركاني نشط. هو مصدر إلهام روحي وثقافي ورمز مقدس أيضا.

هذا الجبل البركاني الشهير في الياباني والذي يبلغ قطر قاعدته 39 كيلو مترا، عامل جذب سياحي رئيس في البلاد، وقد أدرج في عام 2013 في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي.

يرتبط اليابانيين بعلاقة حميمة مع جبل فوجي، ويعزو البعض إيمان هذا الشعب بالقدر إلى حياته لأجيال في ظل "بركان".

فوجي إذا "تكلم" كما يقول الخبراء فسيجرف القسم المركزي من جزيرة هونشو بأكمله بما في ذلك العاصمة طوكيو في نهر من الحجر الملتهب والحمم البركانية. مع ذلك تبقى علاقة السكان به رقيقة ورومانسية.

منذ عام 781 سجل فوجي 12 ثورة بركانية عنيفة، أكثرها عنيف حدثت في عامي 800 و864 ميلادي.

السجلات التاريخية تفيد بأن ثورة فوجي الأخيرة بين عامي 1707 -1708 كانت مصحوبة بزلزال قوي. شوارع مدينة "إيدو" وهي طوكيو الحالية وتقع على بعد 97 كيلو مترا من البركان، تغطت حينها بطبقة سميكة من الرماد بسمك 15 سنتمتر. بركان فوجي نائم في الوقت الحالي، إلا أن علماء البراكين يحذرون من استيقاظ محتمل مفاجئ.

حتى الآن يبدو فوجي مسالما تماما، ولا يتم تذكر أنه بركان حي، إلا من وقت إلى آخر حين تتصاعد "خصلات" من الدخان من فوهته.

هذا الجبل البركاني كان مقدسا بالنسبة للسكان القدماء. قبيلة الأينو كانت أول من أسبغ عليه القداسة، ومنحه اسم آلهة النار، فوجي. توجد روايات أخرى لمصدر الاسم فوجي، إحداها تقول إن الأصل يعني "ثروة هائلة"، وأخرى، "الرجل النبيل"، وثالثة، "الخلود".

من مظاهر الرومانسية التاريخية التي تربط اليابانيين بفوجي، أسطورة تفسر أكاليل الثلوج التي ترصع قمة الجبل البركانية.

هذه الأسطورة التي تنسب لشعب الأينو تفيد بأن روح راعي فوجي رفضت منح مأوى لجدهم الأول، فنزلت لعنة قضت بأن سفوح الجبل منذ الآن فصاعدا، ستتغطى بالثلوج إلى الأبد كي لا يتمكن أي إنسان من الوصول إليها وتقديم القرابين.

اليابانيون يعتقدون أيضا بأن جبل فوجي المقدس إذا ظهر في المنام، فإن في ذلك رسالة ما، تحذيرا من شيء أو إبلاغا عن شيء. مثلا إذا كان الحلم على شكل جبل مجلل بأشعة الشمس، فتفسير ذلك زوال المصائب والخصومات وأن السلام والسكينة ستسودان في الروح.

لكن، إذا رأى أحد في منامه فوجي وقمته مغطاة بالسحب الكثيفة، فذلك يعني أن الأرباب تحث الشخص على التوبة من الخطايا المقصودة وغير المقصودة، وأن يعتدل ويستقم.

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا